صباح جديد، وعلى عكس العادة، لم يكن هادئًا. كان ضجيج الناس منتشرًا في الأرجاء منذ الصباح الباكر، وهذا يزعجني حقًا. على أي حال، عائلتي غير موجودة في الخيمة، يبدو أنهم بالخارج. سأرتدي ملابسي وأبحث عنهم.
خرجت من الخيمة. كان اليوم غائما بشكل كبير،و الجو كان باردا كذالك, الرجال مجتمعون في إحدى الخيام الكبيرة هناك، ويبدو أنهم يتناقشون في شيء ما. النساء مجتمعات بالخارج وعلى ما يبدو انهن يعددن الطعام. بالإضافة إلى ان هناك بعض الأطفال يلعبون بعيدًا عن المخيم قليلًا.
ذهبت إلى المكان الذي كنت فيه الليلة السابقة، لأرى مدينتي العزيزة، التي فيها بيتي، وألعابي، وكل ما أحب. أصبحت الآن مجرد مكان مليء بالخراب، كل ما بقي فيها هو المنازل المدمرة التي كانت محظوظة لكونها بعيدة عن الانفجار. من المحزن حقًا أن كل هذا حدث في يوم عيد ميلادي... اليوم الذي من المفترض أن أفرح فيه أنا وعائلتي، أصبح يومًا مشؤومًا بالنسبة لنا. الشيء الجيد الوحيد أن عائلتي لا تزال بخير رغم كل هذا. سأرجع إلى المخيم، فقد راودني الفضول حول ما الذي يتكلمون عنه هناك.
ذهبت إلى المخيم، ويبدو أن الوضع ليس جيدًا هناك. أسمع الكثير من الصراخ من جهتهم. وحسب ما فهمته، فالرجال مستاؤون أيضًا مما حصل للمدينة، فقد تم تدمير كل شيء عملوا وتعبوا عليه بكل بساطة هناك.
مهلًا لحظة؟ هناك جندي صعد فوق أحد الكراسي ويحمل مكبر صوت بيده، يبدو أنه يريد قول شيء ما.
حسنًا، لقد انتهى من كلامه. بالمختصر المفيد، قال إن المدينة بأكملها قد امتلأت بتلك الوحوش، والذين سماهم بالزومبي، حيث إنه كان هناك لا يقل عن 600 ألف زومبي في المدينة، وهو حرفيًا 50% من الزومبي الموجودين في قارتنا كاملة. لذلك، قررت الدولة القضاء عليهم بضربة واحدة قبل أن تتفاقم الأمور للأسوأ.
بعد أن قال هذا، لاحظت ملامح القلق مسيطرة على وجوه الآباء، بينما انتشر الصمت فيما بينهم. لأكون صريحًا، حتى أنا انصدمت مما قاله. 600 ألف وحش!!! هذا عدد مهول. ما زلت مندهشًا كيف استطاعوا الصمود لليلة كاملة ضدهم.
أردت البقاء لوقت أطول، لكن أخي أتى وطلب مني أن آتي للعب معه ومع الأطفال الآخرين، وأظنني سأذهب. لقد مرت فترة طويلة منذ آخر مرة لعبت فيها.
عندما وصلت إلى المكان الذي يلعب فيه الأطفال، اقتربت منهم لكي ألعب معهم... لكنهم، فور رؤيتهم لي، بدأوا بالصراخ والهروب ناحية المخيم.
مهما كانت عدد المرات التي يحصل لي فيها هذا الموقف، إلا أنني ما زلت أشعر بنفس الإحراج والانزعاج في كل مرة. نظرت إلى أخي الكبير، لأجده هو الآخر ينظر إليهم باستغراب. أتى الجنود إلي بعد هروب الأطفال، لكنهم رجعوا في حال سبيلهم بعد أن رأوني وحيت شرح لهم صديق والدي من اكون و انه لا داعي للقلق، بينما بقيت واقفًا في منتصف الساحة الفارغة أراقب الأطفال الذين بدأوا باللعب في مكان آخر بعيدًا عني، مما جعلني أغلي من الداخل.
اقترب مني أخي، ووضع يده فوق كتفي بعدما لاحظ غضبي من بعيد، وقال لي محاولًا التخفيف عني:
"لا تهتم بهم، إنهم فقط خائفون... أنت تعرف، مع هذا الزومبي أو لا أعرف، فمن الواضح أنهم سيكونون خائفين من أي شيء مختلف عنهم، خاصةً أننا لم نرَ شكلهم إلا الآن".
أنا أعرف هذا مسبقًا... لكنني لا أستطيع تجاهل هذا الشعور... انهم يعاملونني وكأنني لست بشريًا من الأساس،هذا مهين بشكل لا يطاق،فقط لأنني مختلف
بعد سماع أخي لكلامي، وضع كتفه حول رقبتي، وقال لي بنبرة ساخرة محاولا تخفيف عني:
"هييي! ليس عليك الغضب بشأن هذا صحيح انك قبيح و تشبه جدي لكنك جميل من الداخل".
زاد كلامه من انزعاجي لكنه ربت على رأسي و اكمل كلامه
"على اي حال،لاتدع هذا يأثر عليك هذا طبيعي تماما الناس يخافون مما لا يفهمونه،لكنهم في النهاية يعتادون عليه"
ثم ضحك قليلًا وأضاف بنبرة ساخرة:
"وبصراحة، إن لم يعتادوا عليك… فليذهبوا إلى الجحيم"
لم استطع منع نفسي من الضحك فور سماع كلامه.فحتى مع كل الحزن الذي كنت فيه اختفى فور وجودي معه.انه الافضل حقاََ.
فجأةً، بدأنا نسمع صوت صراخ وإطلاق نار ناحية القرية، فركضنا بدون تفكير أنا وأخي ناحية الخيمة، لعل عائلتي أصابها مكروه. ولكن قبل أن نصل، وجدنا أمي وأبي وأناسًا آخرين يركضون نحونا. صرخ علينا أبي قائلًا بأن نهرب بسرعة.
لم أفهم ما الذي حدث، لكن نظرات الرعب على وجوههم كانت كافية لأعرف أن كارثة قد حصلت.
أخذت نظرة أخيرة ناحية المخيم، لأتفاجأ من بعيد بثلاثة مخلوقات ضخمة البنية، ذات عيون صفراء تشبه عيون الحيوانات المفترسة، وجلد رمادي مليء بالندوب.
أمسك أحدهم جنديًا أمامه، وفتح فمه بقوة حتى كسر فكه، ثم بدأ بتقيؤ شيء ما في فم الجندي، ليضعه أرضًا بعدها. ثم بدأ الجندي بإطلاق الرصاص على كل البشر في الجوار، بينما استمر الوحشان الآخران بقتل باقي الجنود، وفعلوا نفس الشيء الذي قام به الوحش الأول بالبشر الاخرين.
استدرت بعكس اتجاه المخيم، وبدأت بالركض بكل سرعتي متبعًا عائلتي.
بعد مرور مدة من الوقت، وبعد تأكدنا من ابتعادنا عن المخيم، توقفنا عن الركض. كان الجميع يلهث من التعب والخوف. أمي كانت تحتضن أخي وهي تبكي بصمت، بينما قام أبي بسحبي ناحيتهم لضمان سلامتي.
نظرت إلى من في المكان، لأجد نساءً يبكين بحرقة، بينما يصرخن بأسماء أطفالهن أو أزواجهن، الذين إما أنهم هربوا في اتجاه آخر أو لم يحالفهم الحظ للنجاة من الهجوم.
وأقارب يطمئنون على بعضهم البعض، وأناسًا ساقطين على الأرض من شدة التعب.
بقينا على نفس الحال لعدة دقائق، تائهين في أرض قاحلة خالية من الحياة.
تجمع كل الرجال الموجودين في المكان لتقرير ما الذي سيفعلونه تاليًا، بينما ظللنا جالسين في مكاننا ننتظرهم لإنهاء كلامهم.
بعد مرور دقائق معدودة، انتهى الرجال من اجتماعهم، وبدأوا بالمشي نحونا ببطء.
تقدم رجل ضخم البنية، ذو شعر قليل، يرتدي قميصًا أسود وسروالًا طويلًا بلون أزرق، من بينهم إلينا، وقال لنا
بأنه يجب علينا البحث عن مكان آمن للاختباء، فبقاؤنا هنا ليس فكرة جيدة في الوقت الحالي.اقترح أحد الرجال الذهاب للبحث عن المخيمات الاخرى التي قال لنا الجيش عليها، حيث يمكننا طلب الحماية هناك، بينما اعترض آخر قائلًا إن الطريق قد يكون خطيرًا، خصوصًا بعد رؤية تلك الوحوش.
تبادل الرجال الآراء، بعضهم كان يريد الذهاب الا مدينة ثانية، وآخرون كانوا يفضلون التفرق والاختباء في مجموعات صغيرة لتجنب لفت الانتباه.بينما كان الرجال يزالون يتناقشون حول خطوتهم القادمة،بدأت الامطار فجأة بالهطول،كان المكان خاليا و لم يكن هناك اي مكان يمكننا من الاحتماء من المطر،من ما جعل الرجال يقومون بإتخاذ قرارهم بسرعة،قام كل رجل بالبحث عن زوجته و اولاده او اصدقائهم الذين معهم.
اتا والدي الينا و طلب منا ان نتبعه.تقدم نفس الرجل الا الامام بينما تبعه باقي الناس من ورائه، ليبدأوا بالمشي عبر الطريق الطيني، الذي أصبح زلقًا بسبب المطر الغزير.بدأت اشعر بالبرد و ملابسي بدأت بالتبلل،لم يكن هناك أي صوت سوى صوت المطر، ممزوجًا بأصوات أنفاسنا المتعبة.
كنت اسير بجانب والدي بينما امي كانت تمشي بجانب اخي ممسكتا يده بقوة .
نظرت الا والدي بقلق لأجد ملامح الجدية و التوتر على وجهه،لاحظ ابي ان امي كانت ترتجف من البرد و ان ملابسها بدأت بالتبلل.فقام بنزع قميصه و اعطاه لها لكي تحتمي من المطر،رفضت والدتي بالبداية لكنه اصر على ذالك،ان ابي حقا رجل نبيل.
اما بنسبة للمذكرات فقمت بتخبيئها داخل ملابسي لتجنب تبللها من المطر.بعد مدة من المشي لاحظت مجموعة من الكلاب تمشي بعكس اتجاهنا،كانت هزيلة و فروها مبلل،يقودها كلب واضح عليه القدم مليئ بالكدمات و الاصابات،مرت المجموعة من جانبنا و بدأت تنظر الينا لعدة لحظات قبل ان تتخطانا و تكمل طريقها،باحتثا هي الاخرى عن مكان يأويها من المطر.
مع استمرارنا بالمشي وصلنا لطريق سريع، ومن جانبه كانت هناك محطة وقود مهجورة مضاءة بأضواء خافتة،تقدمنا ناحية المحطة لنحتمي من الامطار،لكننا لم نكن وحدنا،كان هناك اشخاص اخرون سبقونا لهذا المكان،تقدمت مجموعة منهم نحونا و في يدهم مجموعة الاسلحة البدائية،مثل حديدة مدببة،سكاكين،و حتى اعمدة مشتعلة اشعلوها على ما يبدو بإستعمال الوقود،حاول الشخص الذي كان يقودنا تهدئهم قائلا بإننا نحن أيضًا نبحث عن مكان للاختباء من المطر، ولا نريد أي مشاكل. لكن الشخص الذي كان يقودهم نظر إليه بنظرة حادة وقال له بنبرة حادة بأن يبتعد من هذا المكان فلا يوجد شيئ يضمن لنا انك لست من تلك المخلوقات.رد عليه احد الرجال من مجموعتنا بأنه من الواضح اننا بشر و كيف لك أن لا تستطيع تفريق بيننا؟َ.اشر الرجل الذي كان يقودهم بحديدته ناحية اليمين قائلا لنا بأن نلقي نظرة هناك.نظرت الا المكان الذي قاله لنا لأجد غرفة صغيرة تقع في زاوية المحطة.
توجه قائدنا وبعض الرجال ناحية الغرفة،راودني الفضول لمعرفة ما هناك فقمت بتتبعهم.
عندما دخلو الغرفة فجأة توقفو عن الحركة.ليبدئو فيما بعدها بالكلام فيما بينهم و ملامح القلق و الرعب تسيطر على وجوههم،من ما زاد من فضولي حول ما رأوه،لذالك استمررت بالتقدم من بينهم الا ان استطعت الوصول لداخل.
كانت رائحة العفن منتشرة بالارجاء،و الجدران كانت مليئة ببقع سوداء،وكأن حريقا قد افتعل هنا،التفت الا يميني لأتفاجئ بجثث متكدسة فوق بعضها البعض،بعضها مشوه الملامح،و بعضها محترق بالكامل،تقيئت على الفور من بشاعة المنظر و رائحة الكريهة.
.صرخ قائد مجموعتنا على الباقي بالابتعاد عن هائلاء الناس و توخي الحذر منهم،و نظر الا قائدهم بوجه مليِئٍ بالتوتر و الغضب،و قال بصوت مرتجف"ما الذي حدث هنا؟ من الذي فعل هذا؟".رد عليه صاحب المجموعة الأخرى"لقد سأل احد اصدقائك عن كيف اننا لا نستطيع التفريق بين البشر و الوحوش فكما ترا كل تلك الجثث عبارة عن وحوش تستطيع تمويه نفسها كبشر طبيعيين تنتظر الفرصة فقط لكي تنقض عليك،لولا تضحية رجالنا الشجعان و حرقهم لنفسهم مع تلك الوحوش لكان الكثير منا قد هلك".بدأت تظهر ملامح الصدمة و الرعب على مجموعتنا،فقد ادركنا حينها ان الخطر يمكن ان يكون في اي مكان حتى لو كان الشخص الذي امامك بمظهره انسانا طبيعيا.
تقدمت احد نساء مجموعتنا و سألته بقلق عن كيف لنا بأن نعرف الفرق بينهم و بين البشر الطبيعيين؟،رد عليها قائد المجموعة الاخرى" لا اعرف فهم كانو اناسا طبيعيين فالبداية الا فجأة بدئوو بالهجوم علينا من دون سبب محاولين اكلهم".ساد الصمت للحظات قبل ان يكسره قائد مجموعتنا بقوله"حسنا اعرف ان هذا غبي لكننا نحتاج لمكان نحتمي فيه هاته الليلة من الامطار،نحن لا نطلب الكثير فقط حتى الصباح و لن يقترب منكم احد منا".نظر اليه قائد المجموعة الاخرى للحظات قبل ان يجيب بأنه يمكننا البقاء اذا كان الامر على هذا الحال،و طلب منا الذهاب الا القسم الخلفي للمحطة.وافقنا على مضض و توجهنا ناحية القسم الخلفي للمحطة حيت كان هناك مستودع مهجور.
داخل المستودع،جلست على الارض التي كانت باردة.
مع كل ما حدث،كل ما اريده الان هو النوم الفقط،لقد تجمعت عائلتي كلها مع بعضهم البعض لتوفير الدفئ لنا جميعا،بينما نتغطى بملابس والدي لأنها واسعة و تكفي لنا جميعا،نظرت الا اخي لأجده غارقا في نومه على كتف والدتي التي كانت نائمة هي الاخرى،الان انا اكتب كل ما حدث لليوم بينما احاول تدفأة نفسي....لقد اشتقت لمنزلي حقا...غرفتي الدافئة، و سريري المريح الذي احبه...كل هذا قد اختفى في غمضة عين...حسنا اظنني سأذهب لنوم بما انه لا يوجد شيئٌ بإمكاني فعله.
_صباح جديد و يوم جديد،استيقضت بعد قام والدي بإيقاضي،فكما اتفقنا سابقا،سُمح لنا بالمكيت هنا لليلة واحدة،و الان علينا الذهاب.
توقفت الامطار و اشرقت الشمس في المكان،حزمنا امتعنا و بدأنا بالمشي بعيدا عن المحطة بينما نمشي بنفس اتجاه الطريق السريع،على ما يبدو اننا سوف نذهب لمدينة اخرى.
مرت 4 ساعات و نحن نمشي بلا توقف،و قد بدأ التعب يتملكني انا و البقية لحسن حظنا انه كان لدينا بعض الماء و الطعام،المهم اننا قد وصلنا الا مفترق طرق و هناك لافتة طريق تشير الا اتجاه مدينة قريبة،مكتوب انها تبعد عنا 10 كيلومترات.
توقفنا للحظات لإلتقاط انفاسنا.بينما بدأ الرجال بالكلام فيما بينهم،و على ما يبدو انهم جميعا متفقون على ذهاب نحو المدينة بما ان ذالك يعتبر افضل خيار متوفر حاليا.بعد ان ارتحنا لبعض الوقت،واصلنا السير بإتجاه المدينة،اتمنى فقط ان يكون المكان امنا هناك.
بعد حوالي ساعتين من المشي،بدأت ارا ملامح المدينة من بعيد،لم نصل اليها بعد لكني بدأت ارا الكثير من السيارات المحطمة بالمكان،و كأنه حادث كبير،هناك الكثير من السيارات المحطمة بالمكان على طول الطريق للمدينة،بعضها محروق و بعضها محطم يا من اصطدام او اي شيئ اخر،رأيت احد الرجال من مجموعتنا يتفقد احد السيارات المحطة بالطريق،كان زجاج السيارة مفتوحا لذالك استطاع فتحها من داخل،بعد ذالك بدأ بمناداتنا للقدوم،يبدو انه وجد شيئا ما هناك،يا لحظه الجيد لقد وجد مسدسا!سوف يساعدنا ذالك كثيرا في حال تعرضنا لأي هجوم،هممم اتعرف مذا سأذهب انا ايضا للبحث داخل السيارات لربما اجد شيئا مفيدا.
وصلت الا احد السيارات و بابها محطم بالفعل لذالك لن اعاني من اية مشاكل من ناحية فتحه،بعد تفتيش لم اجد شيئا سوا علبة سجائر و علبة مملوئة بأعواد الكبريت،اخذت فقط العلبة و اكملت طريقي مع المجموعة.تفحصت مجموعة اخرى من سيارات لكنني لم اجد اي شيئ مفيد سوا مجموعة من الاوراق و اقلام الرصاص،ربما سأحتاجهم عندما ينتهي الحبر بقلمي،يبدو ان اخي لديه بعض الحظ فقد وجد سكينا في احد السيارات،اما بنسبة لأخرين فقد قامو بحمل القطع المحطمة من سيارات التي يمكن استعمالها كأسلحة،في حالة حصول اية مشاكل.
اخيرا وصلنا الا المدينة،كان المكان هادئا بشكل مريب،بعض المباني و المنازل كانت مدمر،و ما اثار قلقي هو تواجد الكثير من الجثث البشرية ساقطة على الارض،بل حتى جثثتا لجنود و مخلوقات غريبة تشبه التي رأيناها سابقا منتشرِا بالارجاء،على ما يبدو ان الزومبي قد هاجمو هذا المكان،واصلنا التقدم داخل المكان،كانت ملامح الرعب و الإشمئزاز تسيطر على اوجه بعض النساء و الاطفال كما يبدو بسبب منظر الجثث المقزز.
مهلا لحظة!...و كأنني اسمع ضوضاءً من مكان ما او انني اتخيل؟،لا يبدو انني اتخيل فقد اوقفنا القائد و المجموعة يبدو و كأنها هي ايضا تسمع ما اسمعه.
امرنا القائد بأن نختبئ بسرعة،اختبئنا خلف احد المنازل بينما اختبئ جزء منا خلف منزل اخر.بدأت الاصوات تتعالا أكثر فأكثر الا ان احسست و كأنها معنا في نفس المكان.لم استطع رأية شيئ من مكاني بما ان والدتي كانت ممسكتا بي بقوة خوفا من ان اقوم بأي شيئٍ غبي،لكن القائد كان يراقب الوضع من زاوية الجدار،و عندما التفت الينا رأيت وجهه شاحبا،مرعوبا،و كأنما رأا مصيبة ما.
اشار الينا لكي نبقا منخفضين و عدم اصدار اي صوت.
مازلت اسمع صوت خطواتهم بوضوح،من علوها لا اعرف ان كانو يقتربون منا او انهم يبتعدون.شعرت بيد والدتي تشد علي اكثر،و كأنها تحاول اخباري بأن ابقى ساكنا مهما حدث،ليس و كأنني غبي لكي لا اعرف هذا.
اللعنة انها مصيبة لقد عطس احدٌ من المجموعة الاخرى،اللعنة عليه لماذا لم يحبسها لوقت اطول قليلا.
ما هذا!ما هذا!ما التي تراه عيناي!!!!.في اقل من ثانية جيش كامل من زومبي هجم على المجموعة الثانية!.مجموعة من المخلوقات البشرية مكدسة فيما بعضها و كأنهم جيوش من النمل.الصراخ بدأ يتعالى فيما بينهم،حتى مع توفرهم على الاسلحة لم تسنح لهم الفرصة حتى لإستعمالها.يداي ترتجفان و انا اكتب ما اراه حاليا.اشعر اني قلبي على وشك الخروج من مكانه....لم اتجرئ لا انا ولا احد اخر على التحرك حتى،خوفا من ما سيحصل لنا لو وجدونا
التفت الينا القائد الينا و من الواضح انه مرعوب هو الاخر من هول المنظر،و همس لنا بصوت منخفض بأن نتحرك و نهرب قبل فوات الاوان.
بدأنا بالتحرك بعيدا عن مكان،محاولين عدم اصدار اي صوت قد يجذب انتباههم.ضربات قلبي اصبحت مسموعة في اذني من شدة توتر.
مهلا لحظة ما الذي افعله؟بجدية لماذا اكتب بمذكرتي تحديدا بوقت مثل هذا؟!.علي تركها الا ان اجد مكانا امنا للإختباء.
اخيرا استطعنا الهروب،لقد اقتحمنا احد المنازل بفضل احد النساء،كانت تستطيع فتح الاقفال بإستعمال مشبك شعرها،لحسن حظنا انها كانت موجودة معنا و لم لم تمت.
داخل المنزل وجدنا الكثير من الطعام بالتلاجة بالاضافة الا موقد بإمكاننا استعماله لطهي الطعام.
حل ليل و اقفلنا البيبان و النوافذ تجنبا لكي لا يتم اكتشافنا.
حاولنا اشعال الانوار لكن الكهرباء لم تكن موجودة.لذالك قامو بإستعمال هواتفهم لكي يضيئو المكان،تم توزيع الطعام الذي كان لدينا و الذي وجدناه بالبيت للجميع.قدمو لي القليل من البطاطس و بعض الخضراوات الباردة.لم يكن طعمهم جيدا و لم يكفي لإشباعي حتى، لكن ما كان لي شيئٌ بإستطاعتي فعله على اية حال.سألتهم لماذا لم يقومو بالإتصال بأحد ليقوم سابقا لإصطحابنا سابقا او طلب مساعدة الان؟،رد علي احدهم بأنهم حاولو مرارا و تكرارا الاتصال بأي احد من اقاربهم او اي شخص قادر على مساعدة،لكن لا اشارات،لا انترنت،لا شيئ يعمل.لذالك فنحن عالقون هنا الا ان نجد مكانا امنا.
في ايام معدودة تدمرت مدينتنا و هوجم المكان الامن الوحيد الذي كان لدينا،و الان نحن عالقون في مدينة مليئة بالزومبي،يمكن ان نموت في اية لحظة بسهولة تامة منهم،و فوقها نحن معزولون تماما عن العالم الخارجي.ا$%# لهذا.
انا لست معتادا على كل هذا الضغط،لا اعرف مذا افعل،الوضع يزيد سوئا مع كل يوم،في اية لحظة من الممكن ان نموت،لو عطس فقط واحد منا،لو فقط اصدر واحد منا صوتا مرتفعا عن طريق الخطأ،فقد يعني ذالك الموت لنا جميعا،مثل ما حدث للمجموعة الثانية.....
سوف اموت من التعب من الافضل لي الذهاب لنوم لأخذ قسطٍ من راحة،فيوم غد على الاغلب سيكون عسيرا.
_لا اعرف كم الساعة الان،لكن يبدو ان الجميع نائمون.
انا متعب... مرهق بشدة،لكن النوم يرفض ان يأتيني.
كلما اغمض عيني و احاول النوم،حتى تعود إلي صور اليوم السابق... الصراخ،الدماء،منظر الناجين و هم يصرخون من الالم بينما تقوم تلك المخلوقات بأكلهم احياءً امام عيني،و حتى شكل تلك المخلوقات،يبدون بشرا طبيعيين لكن بشرتهم شاحبة و معضمهم لديهم تشوهات في اجسادهم،اجزاء ناقصة،و كأنهم جثث متحركة.
و في كل مرة احاول منع نفسي من تفكير بذالك،ازداد وضوحها اكثر.
كل ما استطيع فعله الان هو مواصلة الكتابة.
اشعر أن هاته المذكرة هي الشيئ الوحيد الذي يبقيني متماسكا الا الان،و كأنه يقوم بتخفيف كل هذا العبئ علي بطريقة ما...
سأجرب لمرة اخيرة النوم.و سأحاول تجنب التفكير بالصور بكل ما استطيع.
_استيقظت على يد تهزني بعنف.فتحت عيني بفزع،لأجد انه فقط اخي الكبير.طلب مني بأن استيقض بهدوء لأننا سنغادر المكان.
نهظت من مكاني لأجد ان الجميع مستعدين بالفعل للمغادرة.
خرجنا بحذر و نحن نتبع القائد الذي كان في المقدمة،بقي واقفا لعدة لحظات بينما يتحقق من المكان بالخارج.
بدأنا المشي بحذر،محاولين عدم اصدار اي صوت،و التوتر يكاد يقتلنا،اي حركة خاطئة تساوي موتنا جميعا.
بعدما تقدمنا قليلا،بدأت الاحظ شيئا غريبا بالارجاء،بدأت ارا اشياءً تشبه الحم منتشرا بين المباني،و كأنها جسور لحمية،لم تكن منتشرة بشدة لكنه هذا كان غريبا.
تقدم احد رجالنا ناحية كتلة الحم تلك، و بدأ يلمسها بسكينه،و بعدها بلحظات قام بتقطيعها و حملها معه،ثم ذهب ناحية القائد مخبرا اياه ان هذا الشيئ عبارة عن لحم حقيقي.
نظر القائد الا قطعة الحم، و بدأ بتفحصها قليلا.
ليخبره فيما بعدها بأن يقوم برميها فهي فاسدة،و على الاغلب انها ستسبب لنا فقط الامراض،لم يتجادل معه احد حول ذالك و استمررنا بالتقدم.
بعد ساعة من المشي،توقفنا عند احد المتاجر الصغيرة المهجورة،ثم اشار الينا القائد بالدخول للمتجر بسرعة.
داخل المتجر،يبدو ان هذا المكان قد تعرض لنهب سابقا،معضم الارفف فارغة و الزجاج المحطم يملئ المكان،لكننا استمررنا بالبحث عن اي شيئٍ صالح للأكل.
تحركت بين الرفوف باحثا عن طعام،لكن لم يكن هنالك الكثير،كل ما وجدته هو علبة بسكويت و علبة طعام معلب،بينما وجد اخي علبتي طعام معلب،هذا ليس جيدا لكنه ليس سيئا بنفس الوقت.
وجدت حقيبة ظهر صغيرة،تبدو قديمةً بعض الشيئ،لكنها ستكون مفيدة بالتأكيد.
حسنا لقد قمنا بأخذ كل شيئ متبقٍ بالمتجر و خرجنا منه.
دخلنا احد المنازل و القائد امرنا بإخراج كل ما جمعناه لكي نتقاسمه،و كما هو واضح لي فإن الطعام لن يكفينا جميعا.
نظرت الا مجموعتنا لأرا نظرات الارهاق و الجوع المرتسمة على وجوههم.القائد ظل صامتا للحظات بينما ينظر الينا و في وجهه ملامح الارهاق و التوتر بينما يحاول ايجاد حل لهذا،ثم قال لنا فجأةً بأن الطعام لن يكفينا و انه لا يملك اية افكار بالوقت الحالي.
سكت الجميع محاولين التفكير بأي شيئ قد يفيدنا،لم تكن لدي افكار و لم استطع التفكير اساسا بسبب الجوع لذالك كنت فقط انتظر ان يقدمو على اية فكرة مفيدة.
فجأة قالت احد النساء بأنها لن تأكل و يمكنهم تقديم الطعام لطفلها بالنيابة عنها،من الرغم من ان التعب و الجوع واضح عليها لكنها اعطت حصتها مع الطعام لولدها.
بعد ذالك بدأ بعض الاباء و الامهات يقومون بنفس الشيئ،لكن الغريب ان امي و ابي لم يكونو من ظمنهم.كانو صامتين بشكل غريب و بوجههم التعب،حسنا لن الومهم لا بد انهم متعبون حتى لتكلم او فعل شيئ يجب ان يأكلو.
صمت الجميع و ذهب الذين تنازلو عن طعامهم ليرتاحو بعيدا،بينما بقيت انا و الباقون الذين حصلو على الطعام في مكانهم بينما قامو بتوزيع بتوزيع الطعام علينا،لم يكن كثيرا لكنه كفا لإشباعي قليلا انا و عائلتي.
اما بنسبة لمن تخلى عن حقه عن الطعام،فحالتهم تبدو سيئة للغاية،معظمهم متكئٌ على الارض غير قادرين على الحركة،بينما البعض الاخر نائم محاولين تجنب الجوع،حقا ان حالتهم سيئة.
فور انتهائنا من الاكل خرجنا من المنزل و بدأنا بالتقدم متجهين لمكان ما.سألت والدي عن اتجاهنا بصوت منخفض لكنه لم يرد علي خوفا من ان يتم سماعنا.
بدأت لاحظ شيئا غريبا الان،كلما تقدمنا كانت تلك الاشياء التي اللحمية التي رأيناها سابقا تصبح اكثر فأكثر،ملتصقة بالبنايات و كأنها خيوط عنكبوت ملتصق بشيئ ما لكنه بدل الخيوط كان هناك لحم.
كلما كنا نسمع اصوات زومبي كنا نختبئ و نخرج عندما نتأكد من ذهابهم.بقينا على نفس الحالة لساعات،حصلنا على بعض الطعام و قدمناه للذين لم يأكلو سابقا و استمررنا بالتقدم.
حل اليل علينا لذالك دخلنا لأحد المنازل بسرعة قبل ان تحدث اية مصيبة.
كان المكان فيه بعض الطعام لذالك قمنا كالمعتاد بإعطائه للذين لم يأكلو،الان الجميع سوف ينام ولا يوجد ضوء لكي استطيع ان ارا ما اكتبه لذالك تصبحين على خير يا مذكراتي.
_استيقضت انا و المجموعة فجأةً على صوتٍ غريب،انه مثل صوت حفارة او شيئٍ من هذا قبيل،علي البقاء صامتا بالوقت حالي تجنبا لأية مشاكل.
اخيرا اختفى الصوت،اظننا بأمان الان.
لم ينهض او يتكلم احد منا و ذالك لتجنب اي خطإٍ قد يحصل.
...فتحت عيني بفزع،لأجد امامي وحشا مروعا...لا اعرف كيف اصفه من بشاعته،خرج فجأةً من الارض،مخلوق ملتصق بالارضية و كأنه نبتة لكنه مصنوع من لحم،مجساته تغطي كل جزءٍ من جسده و عضلاته و شرايينه بارزة في كل جزء من جسده و كأنما قد تم سلخه. و في اخر نقطة في جسده فمٌ عملاق مليئٌ بالاسنان الحادة التي غمرتها الدماء بعد ان بدأ بالاكل في اعضاء مجموعتي،ليبدأ الجميع بعدها بالصراخ بفزع و رعب.
حاول البعض الهروب من المكان بينما حاول الاخرون محاربة ذالك الشيئ بالادوات المتوفرة لديهم.
لكن لا جدوى،لم يكن ذالك الكائن يتأثر بأي من تلك الاسلحة.
حرك الوحش مجساته و في رمشة عين اخترقت مجساته صدر من كانو يحاولون المقاومة،و قام برفعهم ببطئ ناحية فمه ليبدأ بعدها في اكلهم بكل وحشية،و الدماء تتناتر من جتتهم اثناء اكلهم.
نهظت بسرعة من مكاني و التفت حولي بحثا عن عائلتي،لأجد انهم ليسو بجانبي،و أنهم قد هربو منذ فترة.
حاولت الهروب متجها نحو الباب،لكن الباب كان مزدحما بالبشر،لدرجة انني لم اقترب منه حتى من كترتهم.
استغل الوحش الوضع و بدأ بإصطيادهم واحدا تلو الاخر،بينما تتعالا صرخاتهم بالارجاء.
فجأةً هاجمني الوحش،كنت على وشك الموت،و لكن اخي الاكبر قام بسحبي قبل ان اقتل،لكنني خرجت بجرح كبير في كتفي،لتبدأ الدماء بالخروج بلا توقف.سحبني اخي بسرعة و وضعني فوق كتفه.ثم قام بقطع قميصه و لفه حول جرحي بقوة ليوقف النزيف.
قلبي كان ينبض بسرعة و التوتر و الرعب وصل لدي لأعلى مستوياته،كنت احس بالحرارة و العرق بدأ يتصبب من جسدي،بينما كنت متجمدا في مكاني غير قادر على الحركة من الرعب.
صفعني اخي بقوة في وجهي و صرخ علي لكي اتحرك،نهضت من على مكاني بصعوبة و قدماي ترجفان،بينما كان اخي يقودني لمكان ما.
وصلنا عند حفرة صغيرة موجودة في احد الجدران،امرني اخي بالدخول بسرعة.
دخلت فيها و دخل هو الاخر ورائي،وجدت والدي ووالدتي بالمكان و 4 اشخاص اخرين من مجموعتنا و القائد من بينهم،على ما يبدو بالغرفة المجاورة لغرفتنت الاولى.
احسست بالغتيان بسبب عدم توقف نزيفي،لذالك كنت بالكاد قادرا على المشي،امسكني اخي و وضعني على كتفه،ثم بدأ بالمشي بي خارج الغرفة،حاول الجميع الخروج من المبنى لكن اخي منعهم من ذالك و اخبرهم بأنه على الاغلب جموع الزومبي ستأتي ناحيتنا لذالك من الافضل لنا ان نذهب للأعلى تحديدا السطوح.
وافق الجميع مباشرة على الفكرة،ثم توجهنا ناحية السطوح.و اقفلنا الباب من خلفنا.وضعني اخي على الارض،ثم قام بنزع قميصه من جرحي،و اعادة لفه عليه لكن بقوة اكثر.توقف النزيف لكن طاقتي قد خارت من كثرة الدماء التي فقدتها و جسدي لن يستطيع صنع دماء جديدة ابدا،لذالك كان محكوما علي بالموت وقتها.
لكن اخي حاول انقاذي فصرخ على والِديْ و الذين معهم بأن يقومو بمشاركة دمهم جميعا لي لكي ابقى على قيد الحياة.
بقي الجميع صامطين بينما ظلو ينظرون ناحيته بقلق
صرخ عليهم اخي مجددا بأن يسرعو بذالك،لكي يقاطعه والدي بعد ذالك.و يقول له"مايكل انسا امره،انه ميت لا محالة،ليس علينا ايذاء انفسنا من اجله"رد عليه اخي مصدوما من ما سمعه"ما الذي تقوله؟يمكننا انقاذه اذا اعطيناه من دمنا!و انت تعرف ذالك"رد عليه والدي بنبرة غاضبة"ليس هذا ما اقصده.نحن الان في حالة حياة او موت،حتى لو قمنا بمشاركة دمنا معه فذالك سيقوم بإضعافنا فقط،فقط تخلى عنه ان هذا لا يستحق".حاول اخي الكلام"لكن_".لكن ابي قاطعه"ليس واجبا عليك و لا علينا انقاذه،الا متى سيتعين علينا حماية هذا الشيئ و هو لم يجلب لنا سوا المتاعب طيلة حياته،نصف اموالي صرفتها لتلبية احتياجاته من دمائه الحمقاء،لولاه لإستطعنا النهوض على اقدامنا بوقت مبكر،بينما ذهب النصف الاخر لديون،و حتى بعد كل هذا، لم يتغير شيء! ظل دائمًا عبئًا علينا، عديم الفائدة!لو كنت انت مكانه كنت سأقوم بإنقاذك لأنك على الاقل رجل طبيعي بإمكانك مساعدتي لكن هو؟انسا ذالك".ظهرت تعابير من الغضب و الصدمة على ملامح اخي ثم رد عليه بعصبية"كيف لك بأن تسمي نفسك اباً؟ابنك يموت امامك و انت فقط تدعه يموت و كأنه غير موجود!...حسنا اذا لم يرد احد انقاذه فسأنقذه بنفسي".امسك اخي السكينة التي وجدها سابقا و رفعها للهواء و كأنه مستعد لطعن ذراعه بها،لكن ابي اوقفه بأخر لحظة و قال له بينما يمسك به بقوة"توقف عن هذا الجنون فورًا، مايكل!".لكن اخي نظر اليه بنظرات من الاحتقار و الغضب و قام بركله بعيدا عنه ثم قال له"ليس لك دخل،ان لم تكن تريد انقاذه، فأنا سأقوم بذالك".
تدخلت امي فجأة بينهما،كانت صامتة طوال الوقت،ظننت انها سوف تقف في صفنا،تدافع عني مع اخي...لكن ذالك كان خاطئا،كل ما فعلته انها كانت تحاول ايقاف اخي عن ما يفعله وان كلام ابي صحيح.
لم يرد عليهم اخي و اكتفا بفتح فمي و جرح ذراعه،لتبدأ الدماء بالخروج بغزراة من جرحه.
وضع يده فوق فمي مباشرة لكي استطيع شرب دمائه.
مرت مدة من الوقت و اخي لازال ينزف بغزارة،لاحظت انه كان يفقد طاقته بالتدريج لكنه كان يحاول ان يبقا صامدا بكل ما اوتي من قوة،و في نفس الوقت كان الجميع من في المكان ينظرون نحوه بنوع من الصدمة و الاندهاش،امسك اخي فجأةً بقميصي و قام بتقطيع جزءِِ منه،وبدأ بلف جرحه بسرعة.
لونه اصبح شاحبا قليلا و وجهه كان فيه نوع من التعب،لكنه وقف على قدميه و نظر ناحية والدي بنوع من التحدي و الاحتقار ثم قال له بنبرة من التعب لكنه حاول ان يخفيها بنبرة غاضبة"الان مذا؟الا تستطيع فعل شيئِِ مثل هذا؟فقط مشاركة جزء من دمك لولدك،او انك فقط جبان لدرجة عدم قدرتك على انقاذ جزءٍ من عائلتك".من الرغم ان والدي كان يصرخ عليه طيلة هذا الوقت لكنه بقي صامتا هاته المرة،كأنه يحاول استيعاب ما حدث، أو ربما لم يكن يهتم من الأساس.
سحب اخي من عنقه شيئا ما،على ما اتذكر انها قلادة،ثم قام بتوجيهها ناحية والدي و قال له بوجه مليئٍ بالعصبية"اتتذكر هذا؟".تحولت ملامح ابي فجأة و ظهر عليها نوع من القلق، لكنه لم يقل شيئا،اكمل اخي كلامه"لقد اعطيتني اياه في عيد ميلادي 10 اتتذكر؟و قلت لي حينها انها رمز للعائلة،و انه مهمى حدث سنحمي بعضنا البعض...لكن انظر الا نفسك الآن!". ليقوم بعدها برمي القلادة بقوة ناحيته،نظر ابي الا القلادة للحظة ثم ارجع نظره ناحيته.
حاول الكلام"بني_"لكن اخي قاطعه بعصبية"لا تناديني بهذا مرة اخرى،من الان فصاعدا أنت لست أبي، وأنتِ لستِ أمي انتم مجرد غرباء عن عائلتنا...حماية العائلة مهما كانت الضروف و الاسباب لقد كان هذا مبدئي الاساسي الذي فوق كل شيئ و لن اتخلى عنه لأن من علمني ذلك كان مجرد منافق كاذب.سأحافض على مبدئي و سأحمي العضو الحقيقي الوحيد من عائلتي مهما كلفني ذالك"
فجأةً تقدم قائد المجموعة ناحيتنا و اشر لنا بأن نصمت
،كانت صرخات مجموعتنا بالاسفل تتعالا،ممزوجتا بأصوات غريبة اخرى،نهظت من مكاني بمساعدة اخي لنذهب بعدها، قريبا من حافة السطوح لكي نستطيع رأية ما يحصل.
لنجد الاشخاص الذين استطاعو الهروب من الوحش،يتم تقطيعهم و أكلهم بوحشية من قبل جموعٍ من الزومبي،الرجال،النساء،و الاطفال...كلهم لاقو نفس المصير المروع.
جميع من كان معي،صدمو من هول المنظر الذي امامهم،و بقو متحجرين في مكانهم عاجزين عن فعل شيئ،املين ان لا يستطيعو الوصول الينا
فجأة بدأنا نسمع صوت ركض ممزوجا بصوت تمتة غريب من ما جعلنا ندرك انهم قادمون الينا كذالك.
قال اخي موجها كلامه للقائد"ايها القائد الا توجد طريقة للهروب من هنا"،بقي القائد صامتا لبرهة بينما ينظر حوله بسرعة ليقول بعدها"هناك طريقة،لكن لا اضمن لك انها ستنجح،و هي القفز ناحية السطوح المجاور لنا،انه ليس بعيدا كثيرا ولا قريبا لكن ذالك حلنا الوحيد".
وافق اخي على الخطة بدون تردد،ثم توجه ناحية السطوح لقياس المسافة بينهما،لم تكن مستحيلة لكنها صعبة،رجع اخي لمكانه ثم قال لي بنبرة خافتة"استعد"،لم تسنح لي الفرصة حتى لرد،ليبدأ اخي مباشرة بالركض بأقصى ما يملكه من سرعة،لم استوعب ما يحدث بسرعة لكنني بدأت بالركض معه متزامنا مع خطواته.و فور وصولنا للحافة.
قفزنا مستعملين اخر ما تبقى لنا من طاقة.
لثوان معدودة،احسست اننا نطير بالهواء،رأيت الشارع المظلم من اسفلي،الزومبي و هم متجمعون حول المكان الذي كنا فيه.
ثم ارتطمنا بقوة على الارضية على ارضية السطح المقابل.لنبدأ بتدحرج على الارض بقوة،لم تمر ثواني معدودة على هبوطنا لأجد اخي قام بحملي على كتفه بسرعة و بدأ بالمشي ناحية باب السطوح متوجها للأسفل،حاولت سئاله عن الباقيين،لكنه اخبرني اننا سنكون بحال افضل لوحدنا.
لم اعرف ما الذي حصل لوالدي او لمن كانو معنا،لكننا استطعنا الهروب بأعجوبة من المكان و الابتعاد بما فيه الكفاية عن الخطر.
الان نحن جالسون في احد المنازل الصغيرة،وجدنا بعض الخضراوات الغير مطبوخة لكننا اكلناها على اية حال...
لا اعرف مذا اقول....لم أشعر بالألم من جراحي بقدر ما شعرت بالألم من كلمات والدي،من الرغم من ان الناس كانو يحتقرونني و يرونني غير بشري،لكن كانت عائلتي هي الشيئ الوحيد الذي كان يجعلني احس ببعض الامان و الاحساس بأنه على الاقل هناك اشخاص يهتمون لأمري و يحبونني...وها انا ذا اكتشف ان كل ذالك لم يكن حقيقيا من الاساس...
لا اريد الكتابة بعد الان،الكتابة لم تعد تحسسني بشعور افضل،كل حرف اكتبه الان لم يعد يجلب لي سوا الحزن،كلمت امسك المذكرة اتذكر كل الاحداث السيئة التي حصلت...
في الوقت الحالي أرغب بالنوم فقط و البقاء صامتا قدر المستطاع.
(يكمل)
(لا تنسى صلاة على النبي)