Cherreads

Chapter 9 - Hell Begins 2.2 The Ignis Mark!!!!(Arabic version)

O

قبضة مشدودة على عصا ذات سنون حادّة.

الحديد يغور في لحم اليد، والدم يتساقط بهدوء، نقطة بعد نقطة، كأن الزمن يبطئ ليُسجّل كل لحظة.

أكاينو، واقف، يواجه الخصم دون أن يرمش.

عيناه ثابتتان، وفي صوته نبرة لا تزعق... لكنها تحمل وزنًا لا يُقاوَم:

"لقد انتهى الأمر."

لكن...

اليد الأخرى لا ترتجف.

العصا ما زالت معلّقة، لم تسقط.

الرجل المقابل، القائد، يرفع رأسه قليلًا... تلتقي العيون.

عينه اليمنى تشع بلون ازرق مائل إلى البنفسجي، بريق بارد، كأن الظلال سكنت فيها منذ ولادته.

عين لا ترى البشر… بل ترى الفريسة.

ابتسم القائد بسخرية، صوتُه خرج حادًا كالسيف:

"ومن أنت... لتنهيه، أيها الصعلوك؟"

تسلّل ابتسامة صغيرة إلى زاوية فمه ، لكن عينيه بقيتا صامتتين، كأنهما ترويان شيئًا آخر…

رفع نظره نحو القائد، بصوت هادئ… كأن الحديث لا يعنيه تمامًا:

"صعلوك؟"

أدار وجهه قليلًا، كأنه يفكر بصوت مسموع:

"غريب كيف يزعجني لقب… وأنت ترتدي نفس الغبار، وتتنفس نفس العفن، وتدوس على نفس الجحيم."

عاد ينظر إليه مباشرة، نبرته لم ترتفع، لكنها أصبحت أكثر عمقًا:

"نحن لا نختلف كثيرًا… الفرق أنني ما زلت أملك شيئًا يخيفك..."

"شيئًا لم يبعه الجوع... ولم تلوثه القوة."

ثم شد قبضته على العصا بقوة، لتصدر صريرًا خافتًا…

"أخبرني..."

"كم عدد الوجوه التي يجب أن تسحقها، حتى تقنع نفسك أنك لست ضعيفًا؟"

انفجرت ضحكات مستفزة من الشباب خلف القائد، تعالت أصواتهم بحدة وسخرية:

"أيها الأحمق، ألا تعرف مع من تتحدث؟"

"هذا ليس مكانًا للمجانين الذين يظنون أن الشجاعة وحدها كافية!"

نظر إليهم أكاينو نظرة ثابتة… لم يتحدث.

لم يرمش حتى، وكأن عينيه أصبحتا مرآتين تعكسان صمتًا مخيفًا.

أحدهم أشار بيده نحو القائد وقال:

"انظر إلى كتفه… ستفهم من يكون."

انخفضت عين أكاينو ببطء إلى ذراع القائد.

كانت هناك علامة حمراء تتوهج بوضوح… خطان تسمى بي ( كوما)

يتشابكان عند المنتصف، يتصاعد منهما وهج خافت كجمر حي.

(علامة إيغنيس _ "عنصر النار"– الرتبة: ريفو 1)

في ذلك العالم… لم يكن هناك سلاح أقوى من "العلامة".

نقوش تظهر على الكتف الأيمن بعد طقوس العبور، تختصر ماهية الطاقة التي يحملها صاحبها، وتكشف رتبته.

كل عنصر له درجات… كل كوما تعني مستوى جديد من السيطرة.

لكن أكاينو… كان يملك علامة مختلفة تمامًا.

علامة سوداء بالكامل. لا شكل. لا نمط. لا شرائط.

كأنها فراغ مطلق.

لعنة سميت. "ختم السقوط الابدي" لا طاقة.

أحد الشباب قالها بازدراء:

"علامة سوداء؟ أوه… الآن فهمت."

"ستعرف قريبًا، يا صعلوك… ما معنى أن تكون عارًا على كل من حولك."

تحركوا قليلًا، بدا وكأنهم يستعدون للهجوم، لكن القائد رفع يده فجأة.

إشارة صارمة. لا أحد يتدخل.

ثم اقترب خطوة من أكاينو، عيناه لا ترمش، ونبرة صوته تحمل جليدًا واحتقارًا:

"إذن… أنت هو صاحب العلامة السوداء."

ضحك بخفة، نظرة شفقة مستفزة غطّت ملامحه:

"يقولون إنها لعنة، أليس كذلك؟ أنك لا تحمل أي عنصر… لا هواء، لا نار، لا ضباب… لا شيء."

"مثير للشفقة."

نظر إلى عينيه مباشرة وأضاف:

"دعني أخمن… كنت مدلل أمك؟ طفل هشّ كانت تحميه بأكاذيب عن القوة."

"لكن هنا… لا مكان للضعفاء."

"العلامة التي على كتفك تقول كل شيء… فأنت لا شيء."

---

تطايرت الدماء.

بعنف، وبلا مقدّمات… كأن الهواء انشطر بضربة من البرق.

قوس أحمر انفجر بين الرؤوس، وقطرات ثقيلة رُسمت في الفراغ، تهوي ببطء كأن الزمن انكسر فجأة.

في اللحظة التالية، ارتطم رأس أكاينو بجبهة القائد بقوة صادمة.

ضربة مباشرة، عنيفة، خرجت من جسد لا يبدو عليه الغضب… بل من غضب لم يعد يحتاج إلى ملامح.

صوت العظم ارتطم بالصمت، والهواء ارتجف.

القائد تراجع خطوة، رأسه مائل، والدماء تنهمر من أنفه، حارة، غزيرة، متسارعة.

عاجز عن الفهم… عن إدراك ما حدث.

أكاينو، واقف أمامه، جسده هادئ، وعيناه ثابتتان كالصخر.

يده تنزف، مشقوقة بين القوة والدم.

الصمت خنق المكان.

حتى صوت الأنفاس صار خائفًا من الخروج.

يصدم أتباع القائد، تتسع أعينهم، وتجحظ وجوههم كأنهم رأوا شبحًا.

"لـ... لقد ضُرِب القائد؟!"

قالها أحدهم بذهول، بينما آخر صرخ: "كيف تجرأ؟!"

انتشر الصوت كوميض نار وسط الهشيم...

العاملون تجمدت خطواتهم حين سمعوا الارتطام العنيف، والهمسات تتصاعد:

"ما هذا الصوت؟ هل... هل هذا قتال؟!"

قبل أن يسقط القائد أرضًا، انطلقت أذرع أتباعه من الخلف، أمسكوه بثبات، خوفًا عليه من الارتطام.

وفي تلك اللحظة، اندفع أحد التابعين بقوة، قبضته مشتعلة بالغضب، متجهًا نحو أكاينو بضربة قاتلة…

لكن صوت القائد أوقفه، هادئًا… قاطعًا… صارمًا:

"توقّف."

التابع تجمد مكانه: "لكن سيدي، لقد...!"

"قلتُ لك توقّف."

نظرات القائد كانت لا تزال مشتعلة، لكنه لم يرفع صوته، كان أمره كفيلًا بجعل الهواء نفسه يطيع.

رفع يده إلى وجهه، مسح الدم الذي سال من أنفه بأصابعه، نظر له كمن يرى لعبة قديمة انكسرت، ثم ابتسم…

ضحكة خافتة خرجت من حنجرته، تبعتها أخرى أعمق، ثم انفجر في ضحك ساخر، كأن الضربة لم تكن سوى نكتة عابرة في سهرة مملة.

ثم قال، بسخرية لاذعة وهو ينظر لأكاينو من أعلى رأسه حتى قدميه:

"أهكذا إذًا ترد التحية؟ أم أن هذا ما تعلمته من والدتك؟ أخبرني…

هل اعتدت على نوبات الجنون تلك منذ الطفولة، أم هي مجرد صفة للعاجزين؟"

نظراته تحمل مزيجًا من الغرور والتهكم…

لكنه خلفها…

كان الشرر يتراقص.

يخترق صمت العاملين خطوات ثابتة، يُقبل شاب من نفس عمر اكاينو طويل القامة، بثوب قاتم متّسخ بحواف الغبار، عيناه نصف مغمضتين كأنّه لا يهتم بشيء، لكن نظراته تخترق القلوب.

مرّ وسط الحشود المتجمدة، حتى اقترب من أحد العمال وسأله بصوت منخفض لكن حاد:

"ما الذي يحدث هنا؟ ما هذا الجمود؟"

ردّ العامل بتردد، وهو لا يزال مذهولًا:

"يبدو... يبدو أن هناك قتالًا ... لكن مع من؟ لا اعلم."

وقبل أن يضيف شيئًا، تناهى إلى أسماعهما حديثٌ متسارع بين عاملين قريبين:

"هل رأيت؟ إنه ذلك الفتى المتهوّر... ذو الشعر الفضي!"

"أتعني ذاك الغريب الذي لا نعرف من أين أتى؟"

"نعم، لقد ضرب رافين!"

توسّعت عينا الشاب ، لكنّه لم ينطق، فقط استمع.

تابع أحد العاملين الآخر وهو يهمس بانفعال:

"رافين يا رجل! قاطع الطرق الشهير، الذي دوّخ نصف القبائل! صاحب علامة إيغنيس!!!.... معه عصابة لا ترحم أحدًا!"

"وهاجمه فتى؟ وحده؟!"

"ليس أي فتى... يُقال إن في كتفه علامة سوداء... بالكامل."

يتسلّل التوتّر في الجو كالشرر

لكن في لحظة، اتّسعت عينا الشاب ، وسرت في ملامحه صدمة مفاجئة، قبل أن يتمتم في عقله بدهشة مكتومة:

"أكاينو...؟"

وفجأة، انطلق يعدو وسط العمال المذهولين، يدفع من أمامه دون أن يلتفت، وصوته الغاضب يتردد في الأرجاء:

"أيّها الأحمق... ما الذي فعلته؟!"

يتبع.....

More Chapters